السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا الموضوع عن نساء ظهرن في حياة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم
يتجدد بشكل أسبوعي ففي كل أسبوع أتحدث عن واحدة منهن
ومرجعي هو كتاب نساء حول الرسول صلى الله وعليه وسلم
ولكن أكتبه لكم بأسلوبي وطريقتي
ونبدأ حدينا بأمهاته عليه أفضل الصلوات والتسليم فقد تعددت أمهاته
فواحدة ولدته وهي آمنة بنت وهب
وثانية أرضعته وهي حليمة السعدية
وثالثة احتضنته وهي بركة بنت ثعلبة ( أم أيمن )
ورابعة أشرفت على تربيته حين كان في كنف عمه أبي طالب وهي فاطمة بنت أسد الهاشمية
~~~ آمنـــــــــــــــــة بنت وهـــــــــب ~~~
كان عبد المطلب سيد قريش وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ابنه عبدالله حباً شديداً حتى أنه افتداه بمائة من الإبل وكان يريد أن يسعد بابنه عبدالله ويزوجه ولم يجد بين نساء قريش وكرائمها خيراً من آمنة بنت وهب فخطبها إليه وتزوجها عبدالله ..
فمالذي حصل لها أول ليلة جمعتهما ؟!!
في أول ليلة جمعتهما استيقظت آمنة من نومها فزعة جزعة جرّاء رؤيا عرضت لها في المنام , فحدثت زوجها عبدالله انها رأت كأن شعاعاً من النور خرج منها فأضاء الدنيا من حولها حتى تراءت لها قصور بصرى في بلاد الشام وسمعت هاتفاً يقول لها :
( ياآمنة !! لقد حملت بسيد هذه الأمة )
ولم يكن أمام الزوج إلا أن يهديء روعها ويخفف من فزعها وراحت آمنة تفكر فيما يخبئه لها القدر , وبينما هي غارقة في تفكيرها تذكرت أن ( سودة بنت زهرة الكلايية ) وهي كاهنة من قريش كانت قد أخبرت قبيلتها ( بني زهرة ) من قبل ان فيهم نذيرة أو تلد نذيراً , ولما عرضوا بناتهم عليها أشارت إلى آمنة ..
وأعلمها زوجها عبدالله أن ( بنت نوفل بن أسد القرشية ) عرضت نفسها على عبدالله قبل أن يتزوج آمنة فرفض , ولما رآها يوم عرسه أعرضت عنه , وحين سألها عن السبب قالت : بالأمس رأيت فيك نوراً أحببت أن يكون فيّ واليوم أراه قد فارقك إلى غيري فلم تعد لي بك حاجة ...
هكذا شاءت الأقدار ...
بعد أيام قلائل دخل عبدالله على آمنة مودعاً ليلحق بالقافلة المتجهة إلى بلاد الشام فانتابها قلق شديد واوجست في نفسها خيفة ..
وخلال غياب زوجها بدات تظهر عليها عوارض الحمل وودَّت لو طارت إليه بالبشرى ولكن , هيهــــــــات
هكذا شاءت الأقدار أن لا يفرح بحمل زوجته وباول طفل له فقد مات في يثرب إثر مرض ألم به
ووقع الخبر على آمنة وقوع العاصفة .. وسقطت في لجة الأحزان ..
وعاد الفرح إلى قلب آمنة بــــ .....
في ليلة الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل كانت آمنة على موعد مع الفرح إنها ستلد وستجد في مولودها عزاء عن الزوج الذي فقدته ..
ودقت ساعة المخاض ولم تشعر آمنة حين وضعته إلا أن نوراً ساطعاً خرج منها وملأ ما حولها ولفها مع وليدها من كل جانب . ولما عرضت عليه ثديه لترضعه أبى أن يلتقمه , فأرسلته إلى البادية ليتم رضاعته , وعاد إليها بعد عامين فأفرغت جهدها في العناية به والاهتمام بتربيته حتى بلغ السادسة من العمر ..
نهــــــايــتـــها ...
بينما كانت آمنة عائدة إلى مكة من زيارة قبر عبدالمطلب واخواله بني عدي بني النجار ادركها المرض , ولم تلبث أن توفيت في منطقة تدعى الأبواء بين والمدينة ولكن كان خير عزاء أنها خلفت سيد البشر صلى الله عليه وسلم ...
بقي أن نتحدث عن نسب أم سيد البشر عليه أفضل الصلاة والتسليم ....
هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ..
أمها : كِبَرة بنت عبدالعزى بن عثمان بن عبدالدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
هكذا نشأت آمنة في أسرة عريقة النسب مشهود لها بالشرف والأدب وكانت تتسم بالنباهة والبيان وتعرف بالذكاء وطلاقة اللسان فهي أفضل امرأة في قريش نسباً ومكانة ..
أتمنى أن الموضوع أعجبكم واستفدتم منه ولي عودة في الأسبوع القادم مع امرأة أخرى ظهرت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إن شاء الله
أختكم / أبعـــــــاد