السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في كتابة الكريم " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر
بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة "
الغيث نعمة من الله علينا عندما يهطل على الأرض تحيا بعد الجفاف الذي حل بها وتزدان بالخضرة
وتبتهج النفس برؤيتها ...
سأكتب لكم قصة حدثني بها جدي حفظه الله عن أبيه وسأرويها كما قالها لي بأسلوب سهل وبسيط ولكن تحمل معاني عظيمه ..
يقول : كان الوالد يشتغل في قرية بعيدة تقريبا 150 كيلو عن القصيم وكان في ذلك الوقت هو الامام في مسجد تلك القرية ..
في يوم من الأيام قالوا لي مجموعه من رجال القرية اسمح لنا خلاص بنترك هاذي الديرة وبنروح للديار اللي حولنا
استغربت وسألتهم عن السبب ..
قالوا : ما تشوف أن الأرض مافيها مراعي ولا ماء والبهائم تبي تموت إذا بقينا فيها ..
قلت : بس هذا ؟! أبشروا بسعدكم إن شاء الله ما يصير إلا الخير إذا جاء يوم الأثنين بعد صلاة الفجر اطلعوا كلكم
للصحراء ولا يجلس منكم أحد بالقرية نسائكم وأطفالكم حتى البهائم جيبوها معكم ..
اجتمعوا مثل ما أمرتهم يوم الاثنين وصليت صلاة الاستسقاء ..يقول مجرد إني
ما خلصت من الصلاة إلا الغيوم مجتمعه سبحان الله وينزل علينا الخير والغيث
بقوة لمدة أسبوع كامل الارض ارتوت وبعد أسبوعين بدأ العشب يطلع وابتهجت
الارض والناس فرحانه بهذا الخير وحتى ان اهل الديار الثانية نزحوا لأرضنا
..."
سبحان الله كثيرا ما تعجبت من هذه القصة قلوب نقية
تقية موقنه بأن من أمسك الغيث قادرا على أن ينزله ..أسأل الله تعالى أن
يغيث بلادنا وبلاد المسلمين ويغيث قلوبنا ..
فما أصابنا من الجدب وعدم نزول الغيث فهو من ذنوبنا فوالله ليدمي القلب ما
يحل بالأمه من قتل وسرقة واكل الربا وشرب للخمور والتهاون بالحجاب وكثرة
الملهيات..
فهذا ابتلاء واختبار من الله تعالى لنا لعلنا نستفيق من غفلتنا ...
أسأل الله تعالى ان يغفر لنا ذنوبنا ويرزقنا غيثا هنيئا مريئا عاجلا غير آجل ...
من كتابات اختكــم /أبعـــــاد